المسلمون الجدد والمسلمات الجدد أكرمهم الله عز وجل بأن أنار بصائرهم وسرائرهم وعقولهم ليكتشفوا حقيقة دينهم السابق.
وأنهم لم يعتنقوا الدين الصحيح الذي فيه سعادتهم في الدارين في الدنيا والآخرة؛ فرأوا الإسلام بصورته الحقيقية فأحبوه واعتنقوه.
وصار أغلى عندهم من أنفسهم وأموالهم وأبنائهم والدنيا وما فيها. فما من مسلم جديد إلا وتلمس منه قدر اقتناعه وفرحه بأن صار عبدًا لله وحده، بل بأن صار مسلمًا حقًّا..
ومنهم المسلمة الجديدة الفلبينية أوليفيا ماي، أو "أمل" كما أرادت أن تُدعى بعد الإسلام؛ لأنها صارت أكثر أملًا وتفاؤلًا وإقبالًا على الحياة.
بعد أن اعتنقت الإسلام الذي زين حياتها وجعلها على اتصال دائم بالله سبحانه بالصلاة وبقراءة القرآن، تدعوه في السراء والضراء دون حاجة لوجود وسيط بينهما.
المرحلة التمهيدية:
تتحدث أمل، التي اعتنقت الإسلام في دبي منذ عامين، عن قصتها مع الإسلام، فتقول:
"أتيت إلى الإمارات منذ 14 سنة مضت، وامتهنت العمل كموظفة استقبال في أحد المراكز الطبية فيها.
ما يعني أنني أقابل يوميًّا عشرات المراجعين من مرضى وغيرهم، فكان يجذبني منظر النساء والفتيات وهن محتشمات ويلبسن العباءات.
فتمنيت في قرارة نفسي أن أرتدي مثل لباسهن، فأسررت بذلك إلى زميلتي وهي فلبينية مسلمة، وقلت لها: إن أمر العباءة يعجبني.
ومنظر المرأة وهي محتشمة يثير فضولي. فشرحت لي سبب فرض الإسلام على المرأة الحجاب من أجل سترها ومنعها من الفتنة، وصون عفتها فلا تنكشف إلا على محارمها.
فأعجبتُ بدينٍ يكرِّم المرأة بهذا الشكل، وقلت لها: أريد أن أسلم وأن أرتدي العباءة.
فقالت لي: ليس الأمر بهذه السهولة، حيث يوجد الكثير من الإجراءات في المحكمة،.
وأنه سيصعب عليكِ الالتزام بالحجاب وتعلُّم الصلاة والقرآن وأداء الواجبات المفروضة إذا ما أسلمت. فأثنى ذلك من عزيمتي، وجعلني أصرف نظرًا عن اعتناق الإسلام".
وتضيف: "بعد قُرابة شهرين من ذلك بينما كنت أرتب الكاونتر الذي أعمل عليه وأنظفه، وإذا بي أجد كتابًا عن قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فأخذته وقرأته بتمعُّن كبير.
وأعجبت بقصته عليه السلام وانشرح صدري لها، وقررت منذ لحظتها أن أبحث عن الإسلام عبر الإنترنت، وأن أقرأ عنه المزيد.
وكلما قرأت أكثر ازداد إعجابي بهذا الدين، الذي يقنع العقل والقلب بفروضه وأحكامه، وطريقة معالجته لمشكلات الحياة والظواهر الكونية وتفسيره لكل شيء في الوجود.
وكانت هذه المرحلة مهمة جدًّا؛ إذ تحضرت بها نفسيًّا وعقليًّا للدين الجديد الذي نويت اعتناقه دون أن أعرف كيف".
تغيير جذري:
تقول: "أرسلت لي مشيئة الله عز وجل ابنة أحد المسئولين عن المراكز الإسلامية التي تُعنى باستقبال المسلمين الجدد وتعليمهم أمور دينهم، لتأتي للعلاج في المركز الطبي الذي أعمل فيه.
فهرعت إليها أسألها كيف أسلم؟ فتفاجأت وفرحت وقالت لي: (سأرسل السائق ليأخذك إلى المركز الإسلامي الذي يعمل فيه والدي؛ حتى يعلموك كيف تسلمين).
وفعلًا ذهبت إلى هناك وأخذوا يشرحون لي أمور الدين الإسلامي وتعاليمه وما عليَّ من فروض وواجبات بعد أن أُسلم؛ فنطقت بالشهادتين وقلبي يرتجف فرحًا أم خوفًا، لست أدري كيف أصف هذا الشعور".
وتشير أمل إلى أن حياتها تغيرت بعد أن اعتنقت الإسلام، واصفة إياها بأنها صارت أكثر أمانًا واستقرارًا، كيف لا وهي تبدأ نهارها بصلاة الفجر التي تمنحها الطاقة والقوة والراحة والرزق الواسع المبارك فيه من الله سبحانه.
كما أنها بالإسلام أبصرت طريقها، وعرفت كيف تترفع عن الملذات والصغائر من أجل أن تنال رضا الله سبحانه.
وقد أكرمها الله بزوج أردني مسلم في السنة نفسها التي أسلمت فيها، وها هي تعيش معه حياة هنيئة إذ يقدرها ويحترمها ويصون كرامتها.
ويخاف الله فيها ويعينها على تعلم القرآن باللغة العربية وما شابه ذلك. كما أنها تتردد على المركز الإسلامي لحضور الدروس الدينية التي تعلمت منها الصلاة، وحفظت 20 سورة صغيرة من القرآن الكريم.
تقول أمل: إن أخاها أيضًا أسلم لكنه يعيش في ماليزيا، أما والداها وإخوتها فلم يسلموا بعدُ، مبينة أنهم لم يضايقوها بسبب اعتناقها للإسلام.
بل تركوا لها حرية القرار في ذلك. لكن جهودها متواصلة لدعوتهم للإسلام، خصوصًا أختها التي تقطن معها في دبي ولا تزال تعتنق المسيحية. أما بالنسبة للصيام فهذا ثالث رمضان تصومه أمل.
وقد ثبتت على الصيام والقيام في هذا الشهر المبارك، وتتذكر أول رمضان صامته وتصفه بأنه صعب جدًّا.
لكنها كانت تلجأ إلى الوضوء والصلاة وقراءة القرآن؛ حتى يخفف الله عنها ما كانت تشعر به من جوع وعطش وإعياء عام.
الكاتب: غدير عبد المجيد
المصدر: صحيفة الاتحاد الإماراتية